|
حتي منتصف الثمانينات من القرن الماضي كانت المدينة حلم أبناء القرية الذين رأوا فيها ملاذهم وملذاتهم بعد أن بهرتهم بأضوائها وخدماتها ومرافقها ليس فقط بل وميني وميكروجيباتها في ذلك الوقت طبعا!! |
|
|
|
|
وقد
كانت عقود نهضة المدينة في الخمسينيات والستينيات وحتي السبعينيات كفيلة
بإحداث كل ذلك الزحام والزخم حيث استقبلت هجرات مكثفة من القرية لسبب
وبدون سبب
إلا أن ماشهدته القرية في معظم الاحوال من تطور خلال ربع قرن مضي كان
كفيلا بوقف تلك الهجرة بل ونتج عن ذلك هجرة عكسية أيضا واكبتها عودة إلي
الجذور في بعض الاحيان وخاصة بعد أن أصبحت المدينة بضجيجها وصخبها وتلوثها
عامل طرد حتي لأبنائها الاصليين الباحثين عن الهدوء والسكينة في مواقع
أخري عديدة بمدن الصحراء الجديدة.
فمن جهة لم تعد القرية المصريةـ في أنحاء عديدة ـ في حاجة الي كهرباء
مستقرة أو كوب ماء نظيف أو خطوط مواصلات تربطها بالمدينة أو حتي صرف صحي
ناهيك عن المدارس والجامعات وخطوط الهاتف ومكاتب البريد ومراكز الشباب
وخلافه وهي كلها نتيجة مليارات من الجنيهات تم ضخها خلال سنوات الخطط
الخمسية المتعاقبة.
ومن جهة أخري أصبحت الحياة في المدينة قاسية الي حد بعيد نتيجة ارتفاع
ايجارات أو أسعار المساكن وخطوط المواصلات المزدحمة والغلاء الفاحش
وارتفاع فاتورة التعليم حتي لو كان في مدارس حكومية, إضافة إلي
تلك الحياة المادية التي تفتقد في أحيان كثيرة إلي ادني صلات الرحم أو
لمعاني التكافل التي تتميز بها القرية.
ونتيجة هذا أو ذاك فقد أصبحت العودة الي القرية حلما يراود نسبة ليست
قليلة من الذين هجروها نتيجة ارتباطهم بالعمل في المدينة كما أصبحت العديد
من القري القريبة للمدن تستقبل هي الاخري أغرابا من المدينة للاقامة حيث
يجدون فيها الأمن والامان من جهة أو الحياة الاقل وطأة من جهة أخري
ولذلك كأن بديهيا أن يتزايد اهتمام الدولة بخدمات ومرافق القري لتخفيف
العبء عن كاهل المدن التي أصبحت تئن بسكانها وأيضا روادها الذين تستقبلهم
بصفة يومية لاسباب عديدة أهمها ما تبقي من مركزية
فلم يعد الاهتمام بالقرية وأهلها فقط من أجل القرية وأهلها بعد أن أصبح
ذلك الاهتمام يصب في صالح المدينة وسكانها الذين استحوذوا علي النصيب
الأكبر من الاهتمام لسنوات بل وعقود عديدة
وسواء كان ماشهدته القرية من تطور نتيجة مخصصات الموازنة العامة للدولة أو
نتيجة منح أجنبية في بعض الاحيان فإننا في النهاية أمام إنجاز غير مسبوق
يجب أن نحافظ عليه وعلي استمراريته
الاهرام يرصد هذه القضية بكل أبعادها من خلال المراسلين في عدد من محافظات
الدلتا بصفة خاصة يذكر في الوقت نفسه ومن خلال تقارير المراسلين ايضا أن
هناك قري عديدة تفتقد العديد من الخدمات والمرافق التي يؤكد المسئولون
أنها في طريقها للتنفيذ إن عاجلا أو أجلا.
أخيرا.. المنوفية لم تعد طاردة لأبنائها
شهدت قري محافظة المنوفية خلال الفترة الاخيرة عودة الطيور المهاجرة من
أبنائها مرة أخري إليها وجذبتهم القري بعد سنوات عديدة من الغربة وأصبح
ريف المنوفية موطنا لجميع أبناء المحافظة علي اختلاف مستوياتهم وذلك بفضل
ماشهدته القري من توصيل المرافق الاساسية والخدمات من صرف صحي ومياه شرب
وكهرباء وسبل العيش الكريمة بل وأصبحت الهجرة عكسية حاليا من البندر
للقرية للاستمتاع بالخدمات والاماكن الخضراء والهواء النقي
وقد بلغت تكاليف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بقري المنوفية ملياري
جنيه علاوة علي المدارس والوحدات الصحية وشبكة التليفونات وتوفير وسائل
التكنولوجيا الحديثة وانتشار قاعات الكمبيوتر والانترنت وأصبحت القوافل
الطبية البيطرية تجوب القري المختلفة وتحول المجتمع المنوفي من مجتمع
زراعي الي مجتمع زراعي صناعي وذلك عقب انتشار المشروعات الصناعية الكبري
داخل منطقتي مبارك والسادات الصناعيتين بالاضافة الي الصناعات الحرفية
والبيئية الصغيرة داخل18 قرية حرفية من بين315 قرية
علي مستوي المحافظة.
المحافظ المهندس سامي عمارة يقول: لقد تحولت قري المنوفية الي
قري جاذبة لابنائها حيث تم وضع مخطط استراتيجي لها يأخذ في اعتباره كل
اهتمامات أهل القري ومتطلباتهم حتي عام2025 ووضع مخطط تمويلي
تنفيذي حتي سنة الهدف بخطة زمنية معلنة لجميع ابناء القري وأصبحت هناك
عدالة بين المواطنين في توزيع الخدمات حيث كانت توجيهات الرئيس مبارك
وبرنامجه الانتخابي يتضمن الاهتمام بالقرية المصرية والفلاح المصري وشهدت
القري تنفيذ220 وحدة صحية للقري و1160 مبني تعليميا
يضم أكثر من مدرسة يغطي315 قرية علي مستوي المحافظة
وهناك253 قرية تنعم بخدمات مياه الشرب والصرف الصحي وجار تنفيذ
باقي القري عن طريق خطط الدولة والاتحاد الاوروبي للوصول الي قرية نظيفة
بلا أمية في نهاية2012
ويضيف د. مغاوري شحاته أمين الحزب الوطني بالمنوفية ورئيس جامعة
المنوفية الاسبق أن الهدف الرئيسي للحزب الوطني وقياداته هو القرية
المصرية وأبناؤها وجعلها بؤرة العمل الحزبي وتوجيه الانشطة اليها وعودة
القرية الي سابق عهدها كسلة للغذاء لمصر وجعلها منتجة وسيعمل أعضاء الحزب
الوطني علي دعم إنشاء المشروعات الصغيرة بالقري لتوفير فرص عمل للشباب
والعمل علي ربط نواب البرلمان سواء شوري أو شعب بتوجيهات الحزب لحصر
المشروعات المفتوحة والتي تحتاج الي استكمال للانتهاء منها بالتنسيق مع
المجالس الشعبية المحلية بجميع مستوياتها
واكد الدكتور محمد عز العرب رئيس جامعة المنوفية أن أحد أهداف إنشاء
الجامعات الاقليمية في المحافظات هو الإسهام في تنمية المجتمع المحيط بها
ويوجد قطاع كبير بالجامعة يسمي شئون البيئة علي قمته نائب رئيس الجامعة
لتحقيق شعار الجامعة في خدمة البيئة