|
التقينا اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي, ليحدثنا عن احقية مصر وسيادتها في منع محاولات التسلل إلي اراضيها وعبر حدودها إلي دول الجوار. |
|
|
|
|
وكشف
الخبير الأمني عن معلومات خطيرة في حوار لـ الأهرام عن عمليات التسلل التي
راح ضحيتها14 جنديا مصريا برصاص المتسللين ومعاونيهم في اثناء
عمليات مواجهتهم خلال العام الماضي فقط بخلاف عدد من حالات الجرحي وكان
هذا الحوار:
اصدرت المنظمة السامية لحقوق الإنسان بيانا اعربت فيه عن استيائها لمقتل
عدد من المتسللين الافارقة خلال عمليات تهريبهم من الحدود المصرية ـ
الإسرائيلية, ما تعليقكم علي ذلك؟
ـ كان اول انطباع لي ان هذا البيان غير عادل وغير محايد حيث انه دافع عن
مجموعة من المتسللين لم تحترم قوانين مصر سواء في دخول البلاد لبعض منهم
والخروج من البلاد بصورة غير مشروعة لهم جميعا لاتحترم فيها القوانين
الخاصة بالدخول والخروج من المعابر الشرعية كالمطارات والمواني والمعابر
البرية اضافة إلي استخدام العنف كاطلاق النيران علي قواتنا عند محاولة
إيقافهم ـ ولم تذكر المنظمة انه قد قتل اربعة عشر جنديا مصريا برصاص
المتسللين ومعاونيهم في اثناء مواجهتهم خلال عام2009 بخلاف عدد
من حالات الجرحي الأخري.
وكان يجدر بها ايضاح ذلك حتي تكون في وضع محايد عند اصدار بياناتها.
هل تقوم قواتنا باتخاذ إجراءات معينة قبل اطلاق النيران علي هؤلاء المتسللين؟
ـ بالطبع فان اطلاق النيران هو آخر إجراء يتم, ولكن تبدأ اولي
المراحل باستخدام مكبرات الصوت لايقاف المتسللين ويتم النداء عليهم ثلاث
مرات في حالة عدم استجابتهم للنداء من اول مرة ـ ثم يتم الانتقال للمرحلة
الثانية عن طريق اطلاق النيران في الهواء عدة مرات مع استمرار النداء
بالمكبرات الصوتية لتوقفهم عن الجري في اتجاه الحدود الإسرائيلية فإذا
امتثلوا للنداء يتم القبض عليهم وفي حالة رفضهم الانصياع لها يتم اطلاق
النيران علي اقدامهم بهدف القبض عليهم.
هل اصدرت المنظمة السامية لحقوق الإنسان بيانات مماثلة لحوادث مشابهة في دول أخري؟
ـ هناك العديد من حالات مشابهة في الحدود المشتركة للعديد من الدول في
مختلف القارات منها علي سبيل المثال الحدود المشتركة بين أمريكا والمكسيك
لمتسللين مكسيكيين ومهربي المخدرات وتم اطلاق النيران علي احدي عشرة حالة
خلال عام2009 ولم يصدر بيان إدانة من المنظمة علي هذه الحوادث
وهناك امثلة اخري عديدة اشهرها أيضا مايحدث علي الحدود الباكستانية ـ
الأفغانية من اطلاق نيران بصفة يومية.
يتساءل الكثيرون عن سبب حدوث هذه الحوادث علي الحدود الإسرائيلية فقط دون تكرارها علي الحدود الليبية أو السودانية؟
ـ المتسللون الافارقة يرغبون في التسلل لإسرائيل دون الدول الاخري هذه من
ناحية ـ ومن ناحية أخري يجب ان نتذكر ان الحدود المصرية ـ الإسرائيلية
حدود عسكرية ذات طابع خاص حيث ان اتفاقية كامب ديفيد تنظم العمل في هذه
المنطقة ويطلق عليها المنطقة د, التي تحدد بوضوح الاعداد
المسموح وجودها علي الجانبين بتفاصيلها ومن البديهي ان يكون وجود المدنيين
بتصاريح خاصة وبقواعد واضحة وبالتالي وجود الافارقة المتسللين في هذه
المنطقة يتعدي علي هذه القواعد ويكسر القوانين المحلية المصرية التي تسري
علي كل من هو موجود علي ارض مصر من المصريين وغيرهم.
لماذا تنحصر جنسيات المتسللين في الدول الإفريقية؟
ـ هناك الكثير من المشاكل الداخلية في بعض الدول الإفريقية بالإضافة إلي
قلة فرص العمل ووجود صراعات عسكرية أو حروب داخلية أو اهلية بها مما يؤدي
إلي تفكير الكثير من رعاياها في فكرة مغادرة بلادهم ويعتقد الكثير منهم ان
إسرائيل لاتزال مفتوحة للهجرة وان فرص العمل كبيرة ومتوافرة,
ونظرا لان مصر, لها حدود مشتركة مع إسرائيل فيتوجه اعداد كبيرة
منهم إلي مصر البعض يدخل بصفة سياحية والآخر يدخل بصفة غير مشروعة ثم
يبدأون في الاتصال ببعض السماسرة المعروفين لتوصيلهم إلي بعض العصابات
المتخصصة في عمليات التهريب ليدفعوا لهم الاجر وتبدأ المغامرة بأرواحهم
علي امل النجاح في التسلل والوصول للجانب الآخر.
هل هذا يعني ان التسلل يتم في اتجاه واحد فقط من مصر إلي إسرائيل بصفة دائمة؟
ـ هناك حالات تم القبض عليها داخل حدود مصر من متسللين قادمين من الطرف
الآخر وعادة ماتكون لحالات لم تجد ماتحلم به علي ارض الواقع سواء في فرص
العمل أو في طبيعة الحياة وآخر هذه الحالات كان مساء يوم الجمعة الخامس من
هذا الشهر, حيث تم القبض علي ثمانية افارقة عند العلامة الدولية
رقم13 جنوب معبر رفح البري بمسافة13 كيلو مترا داخل
الأراضي المصرية بعد ان اجتازوا السلك الشائك وفور اجتيازهم السلك قامت
القوات المصرية بالقبض عليهم دون أي مقاومة والثمانية منهم ستة إريتريين
هم: نيجيستوبو هاني20 عاما ومسقانا
مابابري30 عاما وهدنت مابراتو22 عاما ويوناس
بهرات23 عاما وعوت سوم جبريوت27 عاما ونعنور
برهاني30 عاما وإثيوبي واحد هو جون توكالواتسقا27
عاما وسيدة سودانية واحدة وهي فرادين جبر23 عاما وقد اعترفوا
خلال التحقيقات بأنهم تسللوا إلي إسرائيل خلال شهر ديسمبر الماضي بهدف
البحث عن فرص عمل إلا أنهم فشلوا في الحصول علي نوع من الوظائف كما انهم
هربوا من التمييز العنصري والمعاملة السيئة من قبل
الإسرائيليين, وقد قامت قواتنا بالقبض علي العديد من الحالات
المماثلة إلي بلادهم بعد التحقيق معهم.
هل الاعداد التي تم إطلاق النيران عليها هي مجمل عدد الحالات التي تم القبض عليها؟
ـ القوات المصرية قامت بالقبض علي أكثر من ثلاثة آلاف فرد يحاولون التسلل
إلي الجانب الآخر وهذا الرقم يوضح ان عدد الحالات الأخري لايمثل شيئا من
اجمالي عدد الحالات المقبوض عليها خلال عام2009 فقط.
هل اقتصرت الحالات التي تم القبض عليها علي التسلل فقط؟
ـ الرقم الذي ذكرته بخصوص الثلاثة آلاف حالة كانون عن حالات تسلل ويضاف
إلي ذلك حالات أخري تم القبض عليها كانت تحاول القيام بتهريب مخدرات وسلاح
من الجانب الآخر إلي داخل الحدود المصرية والشيء الغريب ان منظمة حقوق
الإنسان لم تذكر شيئا عن هذه الحالات.
هل يتم إطلاق نيران من القوات الإسرائيلية علي هؤلاء المتسللين عند اكتشافهم؟
ـ نعم تم رصد حالات متعددة لاطلاق النيران من القوات الإسرائيلية علي
المتسللين الافارقة وتتم اصابة بعضهم وشوهدت عمليات إخلائهم داخل الأراضي
الإسرائيلية ـ والغريب في الأمر انه لم تتم إدانة إسرائيل علي هذه الحالات
من قبل المنظمة, كما لم تقم المنظمة السامية لحقوق الإنسان
بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية داخل القدس وعلي المسجد الأقصي وعلي
الاجراءات غير الإنسانية التي تتم علي الشعب الفلسطيني في القدس والأراض
المحتلة, منها حقهم في ممارسة دينهم والدخول للصلاة في المسجد
الاقصي وطرد سكان المدينة بالقوة من ديارهم وهدم مساكنهم والاستيلاء علي
دور العبادة الإسلامية مثل الحي الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح,
بالإضافة إلي الاستيلاء علي الأراضي بالقوة وبناء المستوطنات وآلاف
المساكن في القدس الشرقية علي الأراضي الفلسطينية المحتلة.